من هو الله الذي أعبده؟
أنه أبي!!
بمجرد القراءة البسيطة في الإنجيل ستجد وستكتشف أن المولى القدير خالق السماء والأرض وما فيها، يتعامل مع أتباع السيد المسيح لا بتعالىٍ وبُعدٍ، بل بقربٍ وحبٍ وعلاقةً بسيطةً، وكأنه أباً لهم جميعاً، فيجب أن تتعامل مع الله من هذا المنطلق أنه أب لك.
1. هل المولى العظيم القدوس الكبير ينزل بمستواه إلى هذا الحد ويكون كأب لي؟! لا هذا غير مقبول على الإطلاق فالمولى أعظم من أبي كثير جداً أم إذا كان المولى قد اتخذ جسم بشر كي يخبرني بمحبته لي وينجيني من أثامى أفلا يكون كأب لي!
الله قد تنازل جداً لدرجة أن اتخذ جسم بشر لكي يخبرنا بمحبته، فليس من الصعب عليه أن يكون كأب لكل تابع للمسيح، بل أن المولى قد قصد أن يقول لنا أنه أب لنا كي يصحح كل صور الأبوة المشوهة التي قد عشناها أو رأيناها بأعيننا، فهو يريد أن نشعر ونتعامل معه كأب وعندما نصلي إليه نقول له يا “بابا”
أقرأ إنجيل المسيح كما دونه الحواري متى الجزء 6 والأية 9 “فَصَلُّوا أَنْتُمْ مِثْلَ هَذِهِ الصَّلاَةِ: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ”
2. كيف يكون المولى عظيم وكبير وعالي وخالق وفي الوقت نفسه أب وقريب وحنون؟! المولى لن يكون أب وقريب لكنه يقول لنا هذا ليفرحنا أم العظمة والعلو والارتفاع ليست ضد القرب والحنو
عندما نجد قائد عسكري ذو منصب عالي يخضع لأوامره الكثير من الجنود والقادة، هل في منزله ووسط أسرته يظل هذا القائد يعطي أوامر ويصدر تعليمات لزوجته وأبنائه؟!، بكل تأكيد لا فهو بمجرد عودته إلى منزله يخلع عنه زيه العسكري، ويتعامل مع أولاده بكل حب ورفق وحنو وقرب، فهل في هذا تغير في شخصية ذلك القائد؟! بكل تأكيد لا، وهكذا المولى هوالخالق لكل الكون بما فيه، وفي نفس الوقت هو الأب القريب من كل أتباع المسيح.
3. ألا توجد تسمية أكثر لطفاً ولياقة بالله غير أنه أب لنا نحن معشر أتباع المسيح؟ نعم أريد تسمية غير هذه لأن الأبوة مهانة لله أم هو قال عن نفسه هذا أفلا لا نصدقه!
إن الإنجيل يعلمنا أن الله يريد أن نناجيه ونناديه بكلمة “بابا” حتى نشعر نحن بقربه لنا، وبشدة محبته لنا، وبعظم ما عمل لأجلنا، وهو لا يقول لنا هذا لكي يفرحنا فحسب، بل أنه بالفعل يتعامل معنا كأب، يخاف علينا ويحمينا ويحنو ويصبر على عجرفتنا وكبريائنا وتمردنا، فهو قد جعلنا أبنائه ولا ينبغي أن نتعامل مع بغير ذلك.
أقرأ كتاب رومية الجزء 8 والأية 15 “إِذْ إِنَّكُمْ لَمْ تَنَالُوا رُوحَ عُبُودِيَّةٍ يُعِيدُكُمْ إِلَى الْخَوْفِ، بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ بُنُوَّةٍ بِهِ نَصْرُخُ: «أَبَا! أَبَانَا!»”
4. هل معنى أن الله أب لي أن أفعل ما أريد من الذنوب والمعاصي ولن يحاسبني المولى عليها لأنه أبى الحنون؟! نعم فالأب لا يقف لابنه بالمرصاد لأنه حنون عليه أم لا فالله مع أنه أب لكنه لا يتساهل أبداً مع المعاصي لأنه أيضاً المولى القدوس
الذي يدرك جيداً ما عمله المولى لأجله من اتخاذه لجسم بشر ثم فدائه وموته للتكفير عن ذنوبه ومعاصيه، لن يستطيع بسهولة ارتكاب الذنوب والمعاصي ليس خوفاً من بطش المولى به، ولا استناداً على كون المولى أب رحيم له، بل حباً وتقديراً وامتناناً لما فعله المولى لأجلأشكالها ولا حتى يطيق النظر إليها.
أقرأ كتاب حبقوق الجزء 1 والأية 13 “إِنَّ عَيْنَيْكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَشْهَدَا الشَّرَّ“
5. هل من الممكن أن لا أتعامل مع الله كأب لي ولا حتى أناديه بهذا الاسم؟ نعم ولكنك ستخسر اله، ولذلك يجب الانتباه إلى أن الله الأب الحنون القريب هو نفسه المولى القدوس الذي يكره الذنوب بكافةكثير جداً أم لا لا يمكن أن أفعل هذا لأن أبوة الله لى تجعلني أشعر بالأمان والفرح والحب الكبير لي
الحقيقة أن الخاسر الوحيد من رفض التعامل مع الله كأب هو تابع المسيح نفسه، فلا يوجد أروع من أن يقول لك الله أنه أب لك، ومع ذلك أنت تتمنع وترفض هذا بسبب ما شهدته من صور مشوهة في الماضي عن الأبوة، لذلك أشجعك أن تبدأ حالاً في التعامل مع الله كأب وأن تناديه بكلمة “بابا” وسوف ترى ماذا سيحدث بداخلك من جراء هذا.
واجب